كان أمراً مستفزاً للغاية أن يكون هناك مائة سبب لخسارة النادي الأهلي من شبيبة القبائل بين أجواء عدائية وتحكيم سيء وغياب التوفيق وغيرها وغيرها دون أن يشير أي مسئول في القلعة الحمراء الى أننا خسرنا لأننا كنا الأسوأ فنياً وأن الفريق الجزائري استحق الفوز في الملعب.



وكان الغريب هو أن نرى النادي الأهلي يسير في طريق لم يتجه اليه في أي وقت سابق .. فالأهلي يتحول من طريقه المعتاد لغلق الملفات عديمة الفائدة والنظر للأمام للعمل على تلافي الأخطاء والتركيز في مشوار لم ينته بالهزيمة أمام الشبيبة!



وتحولت توجهات النادي الأهلي الى ما كان يسخر به عشاقه في نادي الزمالك .. ويمكن اجمال النقاط التي سار فيها الأهلي على درب الزمالك في خسارته أمام شبيبة القبائل في النقاط التالية.



أولاً الأجواء العدائية وراء الهزيمة



أول تصريح صدر عن حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي كان الاشارة الى أن الأجواء العدائية في الجزائر كانت وراء الهزيمة، ويأتي ذلك رغم أن البدري قال عقب الوصول للقاهرة أن الاستقبال الجزائري كان حافلاً ولكن التصرفات الفردية أثرت على الفريق.



والسؤال هنا هو هل كان الأهلي يتوقع أن يلعب اللقاء وكأنه في ملعب مختار التتش؟ وهل لم يتوقع الأهلي هذه الروح العدائية؟ ثم أين هي خبرات لاعبي الأهلي الكبيرة وهم أبطال أفريقيا على مستوى المنتخبات والأندية خلال السنوات الطويلة الأخيرة؟ وسؤال أخر مهم .. هل وصل الأهلي لمرحلة تتسبب فيها "التصرفات الفردية" على حد قول المدير الفني للفريق في الوصول الى الهزيمة؟



بالتأكيد تأثر الفريق من الاعتداء على الحافلة بالحجارة قبل اللقاء ولكن خبرات الأهلي من المفروض أن تكون أكبر من تتسبب هذه الأجواء في الخسارة، فنجوم الأهلي الذين لعبوا في موقعة أم درمان وفي احراش أفريقيا يمتلكون من الخبر ما يكفي لأن ينصب تركيزهم على 90 دقيقة يلعبون فيها الكرة وإلا سيكون النادي الأهلي في مأزق كبير!



ثانياً الاعتراض على الحكم



تعرض النادي الأهلي للكثير من المواقف التي واجه فيها حكاماً أسوأ بكثير من الحكم التوجولي الذي أدار لقاء شبيبة القبائل مثل عبد الرحيم العرجون في نهائي دوري الأبطال عام 2007 ولكننا لم نجد هذا الكم الرهيب من التوتر والاعتراض على كل كبيرة وصغيرة بمبرر ودون مبرر.



ويكفي أن حسام عاشور حصل على انذار بسبب الاعتراض المبالغ فيه في الدقيقة 16 أي قبل حدوث أي خطأ واضح للحكم وأثناء وجود نتيجة التعادل السلبي، وبعد الأخطاء التي وقع فيها الحكم وجدنا "نجوم" الأهلي يصطفون أمام الحكم ليصفقوا له بسخرية واضحة وبعضهم يناطح الحكم بصدره للإعتراض وهي سلوكيات غريبة لم نرها من قبل من لاعبي النادي الأهلي.



لن نختلف على أن حكم اللقاء أخطأ كثيراً ولكنه لم يرتكب خطأ قاتل أو يغير نتيجة اللقاء خاصة بعدما اتضح أن قرار الغاء هدف شوقي كان قراراً سليماً، وحتى لو لم يكن سليماً فالأهلي عندما خسر بطولة 2007 على أرضه ووسط جمهوره أمام النجم الساحلي لم يعترض نفس هؤلاء اللاعبين الذين تواجدوا في لقاء الشبيبة على العرجون رغم ان الأخير كان سبباً مباشراً في الخسارة بتغاضيه عن احتساب ضربتي جزاء للأهلي في وضوح الشمس .. فماذا حدث للنادي الأهلي؟



ثالثاً الاشتباك مع الحكم المساعد بالأيدي



قد تبدو هذه النقطة هي الأكثر حساسية لأنها تتعلق بالأزمة المصرية الجزائرية .. ولكن بكل صراحة فالإعادة التليفزيونية أثبتت أن لاعبينا هم من توجهوا نحو الحكم المساعد بعد اشارته لوجود تسلل وقاموا بالاعتداء عليه وهو سلوك غريب جداً ومفاجيء وغير معتاد من لاعبي الأهلي .. هل وصل الحالي بأكبر نجوم يلعبون داخل القارة السمراء الى التعدي بالضرب على حكم بسبب احتسابه لقرار لم يعجبهم؟



ثم كانت اللقطة الثانية التي اشتبك فيها الجميع في مشاجرة مع رجال الأمن الذين تجاوزوا كل الحدود بكل تأكيد وهم يعتدون بالضرب على لاعبينا رغم أن دورهم هو حفظ النظام .. ولكن أن نتبادل معهم الشجار والضرب فهو أمر غريب وغير مفهوم وجديد تماماً على النادي الأهلي.



لقد كان المشهد غريباً وغير مألوف أن نرى جميع لاعبي الأهلي يدخلون في الاشتباك ثم نجد المدير الفني يشير لجماهير المنافس إشارة تعني الذبح وهي مواقف غير مألوفة ولم تحدث من قبل خاصة وأن المقصورة شهدت وجود رئيس النادي الذي جرت كل هذه الأحداث أمام عينيه.



رابعاً طلب اعادة اللقاء



هذه النقطة هي "النكتة" .. هل فعلاً يبحث النادي الأهلي عن إعادة اللقاء؟! ألم نتعلم من درس عنابة عام 2001 أي شيء؟ نفس تلك الأحداث والشغب والمضايقات تعرض لها المنتخب المصري بل وقام الحكم بايقاف المباراة وقتها وعشنا في وهم اعادة اللقاء ثم استيقظنا ونحن نشاهد السنغال وهي تلعب في مونديال 2002 بينما نحن ننتظر اعادة اللقاء!



ونفس الأمر تكرر مع الجزائر أيضاً في أم درمان وعشنا نفس الوهم .. والسؤال الهام هو لماذا نصر على السير قدماً في قضية خاسرة ونشتت مجهودنا وتركيزنا فيما مازالت البطولة بين أيدينا ويمكننا التأهل بكل سهولة من خلال الفوز في المباريات المقبلة.



مجرد تفكير النادي الأهلي في السير بخطواته الى الخلف والبحث عن اعادة اللقاء هو خطأ كبير خاصة وأن القلعة الحمراء لم تكن تنظر في أي يوم من الأيام الى ما هو وراء ظهرها، واليوم أصبح لقاء الشبيبة صفحة مطوية بالهزيمة فلماذا نصمم على العبث فيها؟



خامساً مساندة الجمهور لكل ما فات



هذه هي الطامة الكبرى .. جمهور الأهلي العظيم والمميز والمختلف عن كل جماهير الكرة المصرية يساند الأسباب الماضية .. جمهور الأهلي يرى أن الأهلي خسر بسبب الأجواء العدائية والحكم المنحاز ويتفق مع لاعبيه على أحقيتهم في ضرب الحكم المساعد وبدأ في الدعاء من أجل اعادة المباراة!



جمهور الأهلي الذي نشيد به دائماً لأنه المميز والذي ينظر للأمام ويضع يده على الجرح ليداويه ينظر اليوم الى الخلف ويبحث عن مبررات واهية للخسارة ويتعلق بقشة من أجل اعادة اللقاء للبحث عن ثلاث نقاط غير مجدية يمكنه أن يستبدلها بتسع نقاط مازالت أمامه ويمكنه تحقيقهم.



أخيراً .. بكل تأكيد شعر جميع عشاق الأهلي بطعم المرار في الهزيمة أمام الشبيبة، وبالتأكيد ايضاً أن الأهلي واجه ظروف سيئة للغاية وأجواء صعبة وتحكيم غير جيد .. ولكن هذه الأسباب ليست السبب الرئيسي لخسارة النادي الأهلي وإنما السبب الرئيسي هو وجود أخطاء فنية داخل الفريق منحت المنافس القدرة على الفوز باللقاء .. وعلينا أن ننظر للأمام لنبحث عن تحقيق النقاط التسع المتبقية في المجموعة لنواصل مشوارنا نحو الوصول للإمارات بدون أن ننظر وراءنا لنجد صفحة مطوية لن نستفيد أبداً من النبش فيها.

والله مش عارف ااقول ايه بس مش كل مرة ناخد علي افانا من الجزائر ونقوم بدور الحمل الوديع