عددهن في البرلمان الروسي €الدوما€ 63 من أصل 450, لكن اكثر من نصف سكان روسيا يوافقون على ان تكون سيدة الكرملين امرأة. وأبرزهن ماشا مالينوفسكي, عن الحزب الليبرالي الديمقراطي بزعامة فلاديمير جيرنوفسكي الذي يرفع الشعارات القومية المتشددة. والغريب انها لا تتوقف عن تصوير نفسها عارية في مجلات الرجال. ماذا ايضا عن النساء الروسيات وعن سيدات الدوما؟

55€ من سكان روسيا لا يمانعون في ان يكون رئيس البلاد امرأة, لكن مشاركة النساء في العمل السياسي لا تزال متدنية بالمقارنة مع الديمقراطيات الغربية, الاوروبية بصورة خاصة. وفي هذه المشاركة يمكن تصنيف روسيا في الوسط بين 189 بلدا تمارس النظام البرلماني, علماً ان السويد ورواندا هما في الطليعة والنساء فيهما يشكلن نصف عدد اعضاء البرلمان تقريبا, اما في فنلندا والنروج فإن النسبة تتدنى الى 35€.
ويبدو ان الاصلاحات السياسية التي شهدتها موسكو بين عامي 1980 و1990 ادت الى هجرة النساء العمل السياسي, علماً ان مجلس السوفيات الاعلى كان حتى العام 1984 مؤلفا بنسبة 32€ من النساء, وقد هبطت هذه النسبة الى 5€ قبل ان تعود تدريجيا الى الارتفاع, وهي اليوم في حدود 14.5€ تقريبا.
في هذا الهبوط يقول ديمتري اورشكين احد خبراء الاكاديمية الروسية للعلوم: عندما حذفت قواعد اللعبة القديمة, وفرضت الديمقراطية نفسها في روسيا, داس السياسيون على «الكوتا» المخصصة للنساء واندفع الرجال في السباق الى السلطة, كما القطيع بحثاً عن ينبوع ماء, وجرفوا في طريقهم الضعفاء والمرضى, متجاهلين ان نصف عدد الناخبين هو في النهاية من النساء.
في هذا السياق يمكن فهم طبيعة تشكيل الحكومة الاخيرة €في مرحلة ما بعد بوتين€ على يد بوتين نفسه, والتي تضم وزيرتين فقط من اصل 25 وزيرا ووزيرة, هما تاتيانا غوليكوفا وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية, والفيرا نابيؤلينا وزيرة التنمية الاقتصادية والتجارة. وفي السياق نفسه نفهم لماذا تندفع المرأة الروسية الى ميدان العمل وتتكاثر اعداد النساء في الاعمال الحرة, خصوصا الشركات الكبرى, وتظهر بينهن مليونيرات, فيما يغبن بصورة عامة عن المواقع السياسية الحساسة.
نعود الى «ماشا» وهي حديث الناس. قبل الانتخابات الاخيرة حاولت تبديل شكلها واطلالتها فوضعت على عينيها نظارتين سوداوين وصبغت شعرها بلون غامق كي توحي بأنها وقورة ومحترمة وتتمتع بحضور اجتماعي, إلا انها لم تتوقف عن نشر صورها عارية في المجلات, مبررة ذلك بأنها غير متزوجة ومن حقها ان تعيش حياتها الخاصة, وأن تعاشر من ترغب فيهم من الرجال. فقط داخل الدوما هي تلزم نفسها بالاحتشام.
وثمة عدد قليل من النساء داخل اجهزة الحكم التنفيذية والاكثر شهرة من بينهن حاكمة مدينة بطرسبورغ فالينتا ماتيفينكا الى جانب الوزيرتين الفيرا نابيؤلينا وغالينا غوليكوفا في حكومة بوتين الجديدة, علماً ان جوليكفا توصف بأنها «المرأة» الكمبيوتر كونها تحفظ ارقاما ومعطيات لا تحصى ترددها في اي اجتماع وعلى اي مستوى.
ويمكن الاشارة ايضا الى داعية حقوق الانسان ايللا باميلوفا التي رشحت لمنصب الرئيس في العام 2000, ولودميلا الكسفيا التي تترأس لجنة هيلسنكي التي ضمت المنشقين في عهد الاتحاد السوفياتي, ولا تزال تقف في المعارضة الديمقراطية حتى اليوم وتدافع بلا كلل عن حقوق الانسان. وهناك ناشطات في مجال الاعلام السياسي تتصدرهن نوفودفورسكايا المرأة اللامعة الذكاء والمتشددة في توجهاتها الليبرالية الغربية والمعادية حتى النخاع للبيروقراطية, والتي تتميز بخطابها الحاد ولسانها السليط على خصومها السياسيين.
وقد خسرت الساحة السياسية الروسية اخيرا كثيرا باعتزال السياسية اللامعة ايرينا خاكمادا كونها شخصية حيوية وذات ذهنية متفتحة وقوية تتمتع بكل مواصفات السياسي الناجح. وفسر اعتزالها بخيبتها من الوضع السياسي وحصر السلطة في يد نخبة محددة ترفض اتاحة الفرصة للقوى الاخرى للنشاط السياسي وتستخدم وسائل قذرة للتعامل معهم. خاكمادا لا تريد ان تدخل في لعبة خاسرة يحدد قواعدها الآخرون... الخصوم. وقد سبق أن شغلت مناصب رفيعة, وكانت زعيمة ناشطة في الحركة الليبرالية. وعلى الرغم من أن بعضهم حاول ان يشكك في وطنية خاكمادا كون والدها شيوعيا يابانيا لجأ الى الاتحاد السوفياتي في خمسينيات القرن الماضي, إلا انها تؤكد انتماءها روحا وقلبا لروسيا.
وتعكس غربة المرأة عن النشاط السياسي ودورها المحدود في مجال الاعمال خطأ حساب النخبة السياسية الرجالية وفي هذه الحالة تتحمل المرأة قسطها من المسؤولية. والمشاركة النسائية في الدوما اليوم €المجلس الادنى للبرلمان€ تبدو مشاركة مصطنعة او شكلية اكثر منها فعلية. فممثلات الجنس اللطيف اغلبهن من النجوم الرياضية اللواتي لا يفقهن شيئا في علم البرلمان والسياسة, ولا يمثلن طبقات اجتماعية واضحة الملامح. وكما كتبت صحيفة «ارجوميتني اي فاكتي» الاسبوعية فإن اوساط الرأي العام ما زالت تذكر اول صورة من الدوما لبطلة العالم في الجمباز الحسناء آلينا كابايفا وزميلتها الشهيرة سفيتلانا خوركينا, وكيف ان كابايفا غرقت في موجة ضحك حينما اضفت خوركينا على قسائمها مسحة من الجدية امام كاميرات التلفزة, وراحت وسائل الاعلام تتساءل عن مدى فائدة هؤلاء الفتيات الغريرات في البرلمان. وقد جرى تعيين آلينا وسفيتلانا نائبتين لرئيس لجنة شؤون الشباب, في حين اصبحت بطلة الركض على الزحافات سفيتلانا جوروفا عضوا في لجنة قضايا العائلة والمرأة والاطفال. وتقول خوركينا: لم ينتخبونا وحدنا من الوسط الرياضي, فهناك بين النواب اكثر من 20 رياضيا او مهتما بالرياضة.
وبخلاف ما عليه الامر في المناصب السياسية يقول التقرير الاخير للشركة الدولية للخدمات الاستشارية في روسيا ان عدد الروسيات العاملات اقل بـ6€ من عدد الرجال, إلا ان حصتهن في المناصب الادارية ارتفعت 20€ في العام الفائت لتصل الى 54€ في العام الحالي. لكن لا بد من الايضاح بأن النساء في روسيا غالبا ما يشغلن مناصب ادارية بقدر اقل من المسؤولية مقارنة بالرجال. وعلى سبيل المثال فالنساء عادة يشغلن مناصب رؤساء اقسام الحسابات €75€€ في الوقت الذي يلاحظ في مناصب المديرين الماليين تناسب عكسي: 25€ للنساء و75€ للرجال. ويمثل الرجال الادارة العليا للشركات: 91€ في مناصب المديرين العامين, و83€ في مناصب اعضاء مجلس الادارة.
وقد اظهر احدث تصنيف للاغنياء في روسيا اجرته مجلة «فايننس» ان عدد النساء الروسيات الثريات ازداد بشكل واضح, ليشاركن اغنياء روسيا الذين تضاعف عددهم. كما اوضحت المجلة ان عدد المليارديرات في روسيا تضاعف ويصل الى 101 ملياردير وهو ثاني اكبر عدد في العالم بعد الولايات المتحدة. وتقول المجلة ان 12مليارديرا منهم اعضاء في البرلمان الروسي €مجلس الدوما€.
وظهر حسب تصنيف «فايننس» الاخير للأغنياء في روسيا ان قطب المعادن الروسي أليغ ديريباسكا اصبح الآن اغنى رجل في روسيا وتقدر ثروته بـ40 مليار دولار متفوقا على منافسه رومان ابراموفيتش مالك نادي تشيلسي لكرة القدم الذي يعيش معظم اوقاته في لندن, ويلقب ديريباسكا بامبراطور الالمنيوم وهو مقرب للرئيس بوتين وقد صرح ذات يوم بأنه على استعداد لتسليم كل ثروته الى الدولة الروسية اذا طلبت ذلك.
ويذكر ان ثروة رومان ابراموفيتش زادت ملياري دولار منذ العام 2007 ليبلغ صافي ثروته 23 مليار دولار, وهو حاكم اقليم شوكوتكا الثاني وكذلك يرتبط بعلاقة صداقة مع بوتين.
اما مجلة «فايننس» والتي لا تزال تخص بعامها الخامس اثرياء روسيا تيمناً بزميلتها الاميركية «فوربس», ولكنها قررت هذا العام ان تغوص في عمق حوض «سمك القرش» المالي هذا باحثة عن وجوه اكثر انسانية وجمالا, فوجدت في المجتمع المالي الروسي مجموعة لحسناوات يطلق عليهن «الامازونيات الجدد», اضافة الى نخبة مالية نسائية مخضرمة في عالم السياسة والاقتصاد ولكنها تعمل بهدوء وصمت.
وبين اللواتي ذكرتهن المجلة بتوصيفهن من اعلى النساء مرتبة على قائمة الاثرياء: هيلينا باتورينا زوجة يوري لوجكوف عمدة €رئيس بلدية موسكو€ التي تبلغ ثروتها سبعة مليارات دولار عن اعمالها في قطاع البناء, الامر الذي يجعل ترتيبها السابع والعشرين في القائمة. والمعروف أن شقيقها هو من يدير اعمالها في المدن الروسية الاخرى وبمجموعة الدول المستقلة ايضا. و«بانورينا» لا تحرم نفسها من ارتداء افخر انواع الفرو وأحدث الازياء العالمية والباهظ من الاحجار الثمينة والجواهر.
وكذلك السيدة غولجان مولداجانوفا التي انتقلت وبجدارة من صفة سكرتيرة ملك الالمنيوم أليغ ديريباسكا لتصبح مديرا عاما لأعماله وشريكا له. وتصنف مولداجانوفا اليوم بكونها اكثر نساء روسيا ديناميكية ونشاطا لعملها الدؤوب والمتواصل, وهي تملك حصة كبيرة من اسهم شركة الالمنيوم «روسال» العملاقة, كما تملك حصة لا بأس بها من اسهم المجموعة الصناعية «بيزيا ايليمينت» وتملك ايضا جزءا من الـ30€ من اسهم شركة انشاءات نمسوية. الى جانب مولداجانوفا هناك السيدة اولغا سلوتسكير مؤسسة شبكة من صالات الرياضة €فيتنس كلوب€ للنخب الاجتماعية في العاصمة الروسية, وزميلتها ألينا دوليتسكايا رئيسة تحرير مجلة «فوغ» العالمية ­ النسخة الروسية, وثالثة الحسناوات هي السيدة اللا فيربير المتخصصة في تزويد المجتمع المخملي بالمواد الغذائية المستوردة والمحلية العالية الجديدة. انهن لسن حسناوات روسيات فقط بل «عارضات ازياء دائمات لأحدث الموديلات العالمية كما وصفتهن مصممة الازياء الايطالية دوناتيللا فيرستشي التي زارت روسيا العام الماضي بعد انقطاع دام عشرة سنين ووصفتهن بـ«الامازونيات الجدد».
وحسب مجلة «فايننس» فإن السيدة ناتاليا سامكوفا اكثر نساء روسيا نجاحا في الاوساط المالية, كونها تدير المصرف الصناعي الدولي. ومعروف انها بدأت درجاتها الاولى بصفتها خبيرة اقتصادية للبنك المذكور, و«بعد عام واحد فقط, ترأست القسم الاقتصادي للمصرف ولكنها توصلت الى ما هي عليه الآن بعد مرور ثماني سنين من عملها, وتعلق احدى المتخصصات بشؤون المرأة في روسيا نوفودفورسكايا: هكذا تصعد «امازونياتنا الجدد» سلم الشهرة والمجد ببطء لكن بخطوات ثابتة وراسخة فإنهن واثقات جدا بأنفسهن لدرجة انهن لا يرغبن في مقاضاة ومقارعة رموز الصحافة عندما تطاول سمعة احداهن, فإنهن «اذكى» من مواجهة ما يكتب عنهن.
وتذكر المجلة ان افضل مديرة مالية هي السيدة يلينا شماتوفا المديرة المالية لشركة «فيمبيلكوم» €شركة بي لاين للاتصالات€ على الرغم من ان جورج دبليو بوش الابن كان قد رفع دعوى قضائية على السيدة يليينا شماتوفا العام الفائت.
ومن فتيات روسيا الصاعدات عالميا بجهدهن ومواهبهن الخاصة التي اسهمت بطبيعة المجتمع الروسي في اعدادهن تذكر مجلة «فايننس» لاعبات التنس انا كورنيكوفا مواليد موسكو والمترعرعة في مدارس ايطاليا, وقد نالت منحة مالية سنوية من اكاديمية «بوليتيري» وأصبحت بطلة عالمية وهي في الرابعة عشرة من العمر, وانضمت الى افضل ناد عالمي للمحترفين, ونتيجة علومها الرياضية وحرفيتها يزداد رصيدها 25­30 مليون دولار اميركي سنويا. ووصلت في العام 1997 الى منتصف دوري ويمبلدون. ويوعز البعض نجاحها الى شكلها الخارجي, فهي تدخل في صفوف اكثر لاعبات التنس «اثارة» في العالم. ومن الاقاويل والشائعات ان دخلها الاسبوعي من الدعوات المتلاحقة للمشاركة في مباريات اسبوعية «اثارية» يصل الى 250 الف دولار. كما انها تعتمد بموردها على دعايات للألبسة الداخلية النسائية, وشركات الاتصالات الخلوية ومنتجات شركة «اديداس» التي تدفع 10 آلاف دولار اميركي على كل مرة تظهر فيها بمنتجات «اديداس». ودخلها هذا يسمح لها باقتناء افضل وأغلى السيارات العالمية, وكذلك التزين بأغلى الجواهر والحلي النادرة وارتداء الباهظ من الثياب. وملصقاتها الجدارية وصورها في مجلة الـ«بلاي بوي» تدر عليها مليون دولار, كما قال المدير المالي لمجلة «بلاي بوي» هاري كولي: «ان الرقم الذي يعرض على «كورنيكوفا» لا يتيح المجال لها ان ترفض التعاقد معنا حتى ولو كانت الفتاة الاكثر ثروة وغنى في العالم». وجدير بالذكر ان «كورنيكوفا» تدخل في عداد المئة الاوائل في عالم المال والاعمال في العالم.
وسيدة الغناء الاولى في روسيا المطربة اللا بوغاتشوفا بدأت رحلتها الفنية في العام 1974, ونالت خلال مسيرتها الفنية شهادتين فنيتين الاولى بصفتها «ديريجور­كورال» والثانية دبلوم في الاخراج المسرحي من المعهد المسرحي الحكومي في موسكو, حصلت خلال مسيرتها الفنية على وسامين الاول «النسر ­1» والثاني جائزة ووسام «الاورفة الذهبية».
تحولت سيدة الغناء الاولى كغيرها من ابناء جيلها الى عالم الاعمال والانتاج الفني وتعددت مصادر دخلها: مسرح «اللا بوغاتشوفا», رصيد فني وقدره 211 اغنية صدرت على 13 ديسك موسيقي, وملكية لمطعم باسمها رأسماله مليون دولار, تنتج احذية نسائية باسمها وكذلك عطرا فرنسا تنتجه شركة «سوغو», كما تتحف اسواق موسكو بمنتجاتها من التشيبس والبيرة ايضا ماركة «من اللا», وبذلك لم تحرم سيدة الغناء الروسية جمهورها من ابداعها الفني ومنتجاتها الغذائية اليومية, ويبلغ رأسمالها اليوم بكل تواضع مئة مليون دولار.
ويعتبر الوسط الفني والاعلامي ساحة واسعة لجمع الثروة من دون ضجيج. ومثال على ذلك الصحفية والمذيعة التلفزيونية الشهيرة في روسيا ناتاليا داريالوفا التي عملت في الولايات المتحدة في قناة الـ«بي بي سي» وكان لها برنامجها الخاص, وفيما بعد عادت لتعد برنامجها الخاص على القناة الروسية الثانية بعنوان «على فم الجميع». تمتلك مع والدها الصحفي المشهور اركادي فاينر قناة تلفزيونية خاصة باسم «داريال ­TV» وهي التي ادخلت مجلة «فوربس» الى روسيا, بعد ان دخلت في معمعة الوسط المخملي الاميركي ولكنها لم تتمكن من الحصول على ترخيص لقناتها التلفزيونية من دون مساعدة والدها... ومساعدة الرئيس الراحل بوريس يلتسين. تمتلك شققا فخمة في كل من موسكو ونيويورك, وتخفي سراً صداقتها مع سلالة ملكية حاكمة في العالم, ويقدر المراقبون ثروتها بخمسين مليون دولار.
والأرملة ايرين فيودوروفا قضت حياتها مع اغنى رجل في الاتحاد السوفياتي جراح العيون ذائع الصيت «سفياتيسلاف فيودوروف», حيث عملت مع زوجها الراحل بمجال الطب كتفا الى كتف, فهي طبيبة مختصة بالتوليد وكذلك ابنتهما التي لا تزال تدير مستوصفا جراحيا خاصا لجراحة العيون. كما تملك ايرين فيودوروفا اراضي ومطاعم اضافة الى اسطبلات بأحصنة اصيلة في ضواحي موسكو, وتقدر ثروتها بـ50 مليون دولار. ويذكر ان وسائل الاعلام رددت اخيرا بأنها والزعيم السوفياتي الاخير ميخائيل غورباتشوف سيعقدان قرانهما قريبا ولم ينف احد منهما هذا الخبر حتى تاريخه.
ومن وجوه الصحافة ايضا, الصحفية فيرونيكا بوروفيك ­ خيلتشيفسكايا ارملة الصحفي المشهور ارتيوم بوروفيك صاحب مجلة «سري للغاية» وتقدر تركته لزوجته وأولادها الثلاث بـ10­15 مليون دولار, من ضمنها هولدينغ €مجمع€ «سري للغاية» وكذلك الجريدة الاسبوعية «احتمال» والمجلة الشهرية «وجوه» اضافة الى ما تصدره دار نشر «سري للغاية» من روايات بوليسية.
وكما في عالم الرياضة كذلك في عالم الادب والشرطة... يمكن تحويل الخبرة والتجربة الى مردود مادي هائل فنرى المقدم في الشرطة الجنائية وخريجة كلية حقوق من جامعة موسكو الحكومية الكسندرا مارينينا واسمها الحقيقي, مارينا اناتولييفنا اليكسييفا, كيف تتحول من باحثة جنائية قدمت ثلاثين بحثا علميا الى اديبة متخصصة بالرواية البوليسية, حيث بلغت رواياتها رقما قياسيا بتجاوزها الـ30 مليون نسخة وترجمت اعمالها الى اكثر من 20 لغة. وحسب «مارينينا» لو انها كتبت للغرب فقط لكانت ثروتها الآن بمئات الملايين من الدولارات ولكن اضافة الى شهرتها وشهرة بطلتها «اناستازيا كالمينسكي» التي قطفت ثمارها ايضا احدى فنانات الشاشة الصغيرة, فإن ثروتها متواضعة وتقدر بـ5­7 ملايين دولار اميركي.
تاتيانا ييفتوشنكوفا, ابنة مالك الشركة المساهمة المالية «سيستيما» وهو احد الـ25 قطبا ماليا الاوائل في روسيا وأحد المقربين العشرة من فلاديمير بوتين, تدير ثروة والدها فلاديمير ييفتوشنكوف بصفتها مديرا عاما لأعماله وتعد احدى اغنى سبع عازبات في روسيا الاتحادية حسب مجلتي «فوربس» و«فايننس» اضافة الى «ايكاترينا فيدون» و«آنا انيسيموفا» و«ماريا شارابوفا» و«أناستازيا بوتالينا». عينها والدها بعد ان انهت دراستها الاكاديمية المالية بصفة مديرة اعماله في مجال الاتصالات الهاتفية (MTS)

لكنها تجاوزت ما رسم لها لتصبح مديرة اعماله بالكامل, وتقدر ثروة «فلاديمير بيفتوشنكوف» اليوم بمبلغ 7.5 مليارات دولار.
ايكاتيرينا فيدون ابنة احد المساهمين الاوائل في شركة «لوك اويل» النفطية المعروفة, ومالك نادي «سبارتاك» لكرة القدم, رأسمال والدها 5.2 مليارات دولار, وفي الامس القريب تجاوزت ايكاتيرينا الربيع الثامن عشر وهي طالبة في جامعة موسكو الحكومية ­ العلاقات الدولية تدرس «العلاقات العامة ­PR».
«آنا انيسيموفا» وتطلق عليها مجلة «فوربس» لقب «العروس الاولى» وتعد «آنا» في الولايات المتحدة رمزا توسعيا لـ«الروس الجدد», بلغت ثروة والدها «فاسيلي انيسيموف» قبل العام 2000 حوالى 1.8 مليار دولار, وخوفا منه على حياة المقربين منه ارسلهم جميعا الى الولايات المتحدة في التسعينيات من القرن الماضي.
«ماريا شارابوفا» لاعبة التنس الاكثر شهرة والتي شاركت في بطولة قطر الاخيرة وانسحبت منها اخيرا, وكما يتوقع البعض لاتاحة الفرصة امام زميلاتها الأخريات بالظهور. تتميز ثروة شارابوفا بأنها جمعتها بعرق جبينها وشهرتها, فهي الاكثر ثروة والاوفر حظا حسب «فوربس» بين الرياضيين, كان مردودها الرياضي 20 مليون دولار في العام الماضي وحده وهي ذات التسعة عشر ربيعا. من منتوجاتها الخاصة عطر فرنسي يحمل اسمها, كما ان دخلها الكبير يعود الى الدعاية التي تقوم بها لألبسة Nike وهواتف ماركة «موتورولا ­ Motorola وساعات Tag Heuer وتقنيات التصوير «كانون ­Canon» وكذلك سيارات «لاند روفر­Land Rover» وكذلك للادوات الرياضية ماركة «الامير الرياضي ­ Prince Sports Inc التي وقعت معها عقدا مدى الحياة. وبالاضافة الى هذا كله ثروتها بجمالها كما قالت عنها مجلة «الجمهور ­ People التي اعتبرتها من اجمل فتيات الدنيا.
هذه هي باختصار العناوين العريضة لمسيرة نساء الدوما ومليونيرات روسيا. انهن لا يتمتعن بالنفوذ السياسي لكنهن بالتأكيد حاضرات بقوة في رياضة الاعمال وعلى رأس الشركات الخاصة, والسلطة في النهاية مرادف للمال, وسلطة المال والسياسة واحدة مهما تعددت الاجتهادات المضادة, والمعادلة تفرض نفسها على مستوى العالم كله.