{إيناس وعلاء}



شابان في عمر الزهور قررا أن يتزوجا ويذهبا الى أجمل مكان على الإطلاق ليقضيا فيه أجمل وأطول شهر عسل على حساب أكرم الأكرمين وأجود الأجودين إنه رب العزة تبارك وتعالى والمكان هو الجنة
القصة
كانت تجمعهما صلة قرابة وإن كانت بعيدة فإيناس من أجمل الفتيات بحسب رأي النساء اللاتي يعرفنها وهي متدينة جدا وتحمل هم الأمة الإسلامية رغم أنها فتاة صغيرة لايتجاوز عمرها ست عشرة سنة ! كيف لا وأبوها دائما بذكر أخبار الأمة وتراه بعد كل صلاة فجر يفتح المذياع ليسمع الأخبار ويبدأ بالبكاء على حال أمته *
أما علاء فهوأيضا شاب وسيم وكان شابا ملتزما وقافا عند شرع الله تعالى لاتفوته أبدا صلاة الجماعة في المسجد وكان يفتح بيته دائما لإخوانه المجاهدين ولكنه لم يلتحق بعد بركبهم ،
قرر علاء أن يتزوج ويستقر وكان عمره ثماني عشرة سنة وكان البكر لأبيه ، فبدأ يبحث عن الفتاة الصالحة لكي يقترن بها فأشارت عليه أمه أن يخطب إيناس ثم أرسل أمه وعماته ليخطبنها فوافقت بشرط مهم جدا وهوأن يلتحق بالإخوة في الجهاد ويجاهد معهم فوافق على ذلك الشرط والتحق بالإخوة وركب القافلة وبعد أشهر قلائل تم الزواج
قال تعالى{والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم}
ولكن القصة لم تنته بعد ، فبدأ حالهما يتغير شيئا فشيئا فقد كنيا نفسيهما بأبي عبيدة وأم عبيدة، فقد كثرت صلاتهما وصيامهما وقيامهما فشكت أم علاء بالأمر وذهبت تسنجد بأم عبيدة وقالت أم علاء لأم عبيدة أيتها المجنونة زوجك يريد أن يتركك ويذهب الى حورية الجنة فضحكت أم عبيدة وقالت أنا حوريته في الدنيا والآخرة والله لن يتركني أبدا،
فارتاحت أم علاء لإجابتها ولم تعرف الحقيقة التي أخفتها أم عبيدة بطريقة التورية وبعد فترة قصيرة جدا ذهبت أم عبيدة الى أهلها وباتت عندهم ليلتين لأن أبا عبيدة كان عنده واجب مرابطة مع إخوانه على طريق العدو، وبعدها جاءها زوجها ليأخذها فأخذت تودعهم وتلح عليهم وتقول بالله عليكم سامحوني وتلح على والداها بالله عليكم سامحوني وارضوا عني والكل مستغرب من ذلك ! وبعد يومين أتاني إتصال من أحد الإخوة في منطقتهم وقال لي أن أبا عبيدة وأم عبيدة قد نفذا عملية استشهادية!!!

الله أكبر

نزل علي الخبر كالصاعقة فأحسست بأني مقصر في حق الأمة فهذين زوجين جميلين بعمر الورد وفي عز الشباب والدنيا تفتح لهم أبوابها والذين مثليهما يفكرون كيف يقضون شهر العسل وماذا يلبسون وماذا يأكلون أما هم فقد حسموا الموضوع فاختاروا أن يركبوا سيارة العز ويذهبوا بها الى الفردوس الأعلى ليقضوا شهر العسل في ضيافة الرحمن الرحيم فقد وعدهم إذا جاءوا إليه فسيسكنهم أجمل القصور ويعطيهم من النعيم الذي لم يروا ولم يسمعوا مثله أبدا وعلى أن يكون شهر العسل لاينقطع أبدا وعلى أن تكون أم عبيدة ملكة على الحور العين

أما تفاصيل العملية
فهناك على الطريق السريع تتجمع أرتال الأمريكان القادمة الى العراق فيتوقفون للإستراحة في مكان معين فينتشر بعض العلوج لحماية هذا العدد الكبير جدا من الجنود، فركب أبوعبيدة وأم عبيدة سيارة العز أو سيارة الجنة وعندما وصلوا المكان بدأت أم عبيدة بفتح النار على الحراس من بندقيتها فقتلت منهم وجرحت وفتحت ثغرة الى تجمعهم ودخلوا بسيارتهم الى التجمع ونفذوا عمليتهم المباركة
فكان لذلك الأسد وتلك اللبوة خير مقال في أرض النزال
رحمكما الله ياأباعبيدة وأم عبيدة وأسكنكما فسيح جناته .

هكذا أيها الإخوة والأخوات يكون الحب وهكذا يكون شهر العسل عند أهل الخير الذين هداهم الله لأحسن طريق ،وهي والله قصة حقيقة حصلت في أرض العزة في أرض الرافدين وكنت مطلعا على تفاصيلها بنفسي وهي أجمل قصة شاهدتها في حياتي
وفي الختام أرجو أن لاتنسوني من دعائكم.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
...........................................

اللهم ارزقنا كأم عبيدة
وارزق أخواتنا كأبي عبيدة
فهكذا الحب الخالص , وهكذا شهور العسل الرائعة
فما أجمله من شهر عسل دائم لا ينقطع ...