ليه .. ميسى؟ بقلم/حسن المستكاوي••اختار برادلى المدير الفنى للمنتخب الوطنى كريستيانو رونالدو للفوز
بجائزة الكرة الذهبية، وتلاه ميسى. واختار العشرات أو المئات والآلاف من
أنصار ريال مدريد فى مصر كريستيانو رونالدو أيضا. واعترض كثيرون على منح
الجائزة إلى نجم برشلونة للمرة الرابعة على التوالى، لمجرد أنها الرابعة،
بينما رأى كثيرون أن كريستيانو يستحقها لفوز ريال مدريد ببطولة الدورى
الإسبانى، بجانب أنه هداف، وأهدافه جذابة ومثيرة..
••جاء اختيار ميسى بقرار من عشرات المديرين الفنيين لمنتخبات عالمية
والصحفيين فى فرانس فوتبول. وهم يمكن أن يمنحوا الجائزة للاعب 10 مرات
متتالية مادام هو الأفضل من وجهة نظرهم. فهم ليسوا مثلنا، يوزعون الجوائز
بالسنة. فاز بها هذا الشخص العام الماضى، ويجب أن يفوز بها شخص آخر هذا
العام، وهذا ما جعل جوائزنا فى جميع المجالات مثل «غطاء زجاجة الكازوزة»..
••ميسى له أهداف وأرقام قياسية تفوق بها على رونالدو، وربما يمنحه
مركزه فى برشلونة ميزة حركة وحرية وعطاء أكثر من رونالدو الذى يبدو مثل
عداء ضل طريقه إلى كرة القدم. فهو سريع بالكرة وبدونها. وله رقصة يمارسها
واشتهر بها، لكنه أيضا يبذل جهدا مضنيا لانتزاع الإعجاب والاعتراف بملكاته.
وهذا الغرور من أسباب عدم قبوله مثل ميسى.. فالإنسان الذى يتوارى خلف
النجم هو جزء من تقييم هذا النجم.. لكن للحقيقة أيضا يعود فوز ميسى إلى
إنقضاء عصر موهبة الفرد. وانعدام المساحات التى تسمح بظهور تلك المواهب..
ففى أزمان مضت كان هناك بيليه، وجارينشا، وجايير زينيو، وبيكنباور وبوبى
مور وبوبى شارلتون، وموللر، وكرويف، وبتيجا وفاكيتى، وغيرهم عشرات، ولا نرى
عشرات من أصحاب المواهب العبقرية فى هذا الزمان. لأن الجماعة فى الكرة
الجديدة أصبحت كلمة السر. وسبقت موهبة الفرد. وجزء من ملكة ميسى أن موهبته
الفردية للجماعة..
••وأخيرا هناك شهادات من أعتى الصحف المدريدية بحق ميسى فى اللقب،
ومنها ماركا التى قالت: «لايمكن مقارنة أحد بميسى».. وقالت صحيفة إس التى
تنتمى لمدريد أيضا: «إنه يلعب أفضل من عام إلى آخر»..
••فى قصة ميسى سؤال طريف طرحته الصحف الإنجليزية وهو: لماذا لم يحب الإسبان مدرب ريال مدريد مورينيو ولاعب فريقه كريستيانو رونالدو؟
كان ذلك منذ نوفمبر الماضى، فالإسبان يرون أن الغرور قاتل عند رونالدو
ومورينيو. ثم أنهما علاقتهما بالكرة الإسبانية وبريال مدريد تبدو مثل قصة
حب لم تبدأ.. وكلاهما يكرر كثيرا شوقه إلى البريميير لييج، وتبادل رونالدو
كلمات الغزل مع أليكس فيرجسون مرات.. فيما اعتبر جمهور يال مدريد مدرب
الفريق مورينيو مفتعلا للأزمات كى يرحل قبل انتهاء عقده فى 2016.. وحين
أطلقت الجماهير صفارات الاستهجان نحوه قال بغضب: لم يحدث ذلك معى فى بورتو
أو تشيلسى أو إنتر..؟!
•• وهذا أغضب الإسبان.. كذلك غضب جمهور رونالدو حين تحدث عن حزنه لعدم
مساندة إدارة ريال مدريد بشكل محترف، وحين أعلن أنه لن يحتفل حين يسجل فى
مرمى مانشستر يونايتد بدورى الأبطال.. إنها أشياء صغيرة لكنها لا تمر أبدا
من نفوس المشجعين المحبين..