حوار مع الجيل الذى سيسقط مرسى!بقلم - بلال فضل
•من أنتم؟ «جيل ابن نفسه فى زمن عيرة.. ريحة هدومه خل وخميرة .. وبيكتبوا السيرة وما لهمش ف الإملا» • مين القائد بتاعكم؟ ــ «الثورة مفهاش رُتَب.. غير رتبة العسكرى.. ولا حد غير العلم .. راح ينضربله تمام»
•تقولوا إيه للناس اللى بتسأل إنتو عايزين إيه بالضبط؟ «بنى هذا الوطن وبَنوه .. ما عاد متبقّى شئ تبكوه .. إذا كان الميزان
مقلوب .. ف يبقى العرض حقه الدم.. ولو ما نفعش حدف الطوب.. هتبقى البندقية
أهَم.. هتلقوا ع الوطن مكتوب.. «لا يؤخذ عن طريق الفم».. يا إما تشمّروا
الأكمام.. عشان تاخدوه.. يا إما توطوا على قُدّام.. عشان تاخدوه.. بنى هذا
الوطن.. وبنوه»
• إيه المبادئ اللى بتؤمنوا بيها؟ «أدين ب دين الجدعنة وب دين رفاق الدرب
وب قولة إحنا.. مش أنا.. فى المعمعة والضرب
وب دين ما كنت مِصدَّقُه.. ف المعركة الأولى
وب دين جُثث فى المشرحة.. أساميها مجهولة
وأدين مِن ساب على الأسفلت.. إخواته مقتولة
وأقولّه التوبة مقبولة إلا ف وقت الحرب»
•بس إنتو عددكو قليل؟ «هتقولوا قِلّة.. هنقولكوا وبنقِلّ.. بنغربل الأوساخ وبندّيها لكو مدد
... الليل كما الغربال.. أما النهار بيلِمّ.. والعبرة باللى ابتدى .. قبل العدد ما يتم»
• وصاياكو إيه لبعض؟ «ما تسيبش جيشك تقسمه الأعلام... مش كل مين جنبك.. جوّاه بيهتف
مصر...الوقفة جنب النار بتقلل الدَّخّان.. اهتف هتاف ابن المكان والظرف..
اضرب بعزمك أو ما تضربشى .. ارجع بضهرك أو ما تهربشى .. امسك عصاية ثورتك م
الطرف.. التاريخ ضمن الغنايم وبيكتبه الكسبان..... واحد بيفرق فى العدد
جدّا.. وعشان كده.. أول ما تِلقى إن الصفوف ناقصاك.. وسّع مكانك.. للّى جاى
وراك»
•بس الشعب تِعِب وعايز يعيش؟ «يا شعب ما استنّاش.. خَد حقُّه بدراعه.. يا وطن ما بيساعناش.. واحنا
اللى بنساعه.. الدم لون واحد.. مفهوش عبيد ولا سيد.. وإن بعتوا دم شهيد..
بُكره هتتباعوا»
•طب وبعدين.. مش هتزهقوا يعنى؟ «ف الدايرة مفيش واحد بيتوه.. غير اللى يقرر يوقِف لف.. ف اللفة مافيش
واحد مجروح.. إلا اما آخرها بتلقاه خَفّ.. ف خلاصة القول.. عيش عرض وطول..
وما تخافش من الموت والخرابيش
هتخاف وتوقّف لف.. تموت
هتراهن وتكمل... هتعيش»
(كل الإجابات التى قرأتها هنا مجتزئة مع سبق الإصرار والترصد من ديوان
«المانيفستو» لواحد من أبرز أصوات جيل ثورة الخامس والعشرين من يناير
الشاعر الفذ مصطفى إبراهيم، والذى لا أتصور أن أحدا يمكن أن يحاول فهم هذا
الجيل الذى يضحى بحياته أمس والآن وغدا من أجل استكمال مطالب ثورته بدون
قراءة هذا الديوان وتأمل روحه جيدا، ليدرك أن أى مواجهة لعواجيز العمر
والفكر والخيال مع هذا الجيل خاسرة مهما طال الوقت واشتد القمع. وأن إسقاط
مرسى على يد هذا الجيل سيكون مثل إسقاط مبارك، مسألة وقت ليس أكثر).