كابوس فى بافاريا
بقلم - حسن المستكاوى
●● السؤال ليس ماذا حدث لفريق برشلونة ولكن السؤال الأصوب هو ماذا فعل بايرن ميونيخ؟ ●● جوهر كرة القدم هو الصراع والندية، وجوهر الصراع الآن
هو أن كل مدرب يحاول أن يزيد لاعبا فى كل خط على عدد لاعبى الفريق
المنافس. وفى كل موقع مواجهة بالملعب. إنها قاعدة (+ 1). فعندما تهاجم
ستكون أفضل بأربعة لاعبين ضد ثلاثة مدافعين. وعندما تدافع سيكون أفضل أن
تقابل خمسة مهاجمين بستة مدافعين. إلا أن بايرن ميونيخ فعل شيئا مدهشا فى
هذه المباراة. فكان (+ 2) فى كل مواجهة على الأقل. دائما هناك أربعة لاعبين
ضد اثنين من برشلونة، وفى أحيان ثلاثة ضد واحد.. وهذا مبدئيا من أهم ما
فعله بايرن ميونيخ.
●● الضغط على الخصم. ابتذلت هذه الجملة من استخدامها
المبالغ فيه فى ملاعبنا، لأنها لا تطبق على كثرة ما تردد على الأفواه وفى
الاستوديوهات، وهى جملة شديدة الأهمية فعلا، لأنها من أهم ملامح الكرة
القوية والجيدة.. وكان ذلك ما فعله بايرن ميونيخ أيضا. يضغط على مدافعى
برشلونة، عبر موللر، وروبن وريبيرى، ثم مارتينيز الذى وضع إنييستا تحت
الحراسة.. وهذا الضغط المبكر حرم برشلونة من نقل الكرة بانتظام وارتياح إلى
وسط الملعب. وحرم برشلونة من بناء هجماته التقليدية.. لم تكن قضية بايرن
ميونيخ حرمان برشلونة من الاستحواذ على الكرة. وإنما كانت القضية هى حرمان
هذا المنافس القوى من الاقتراب من صندوقه. وقد حدث. فقد انتهت المباراة دون
أن تتذكر فرصا خطيرة للفريق الكاتالونى.
●● بالطبع سجل برشلونة تفوقا فى نسبة الاستحواذ خلال
المباراة. وعلى مدى السنوات الخمس. وكما ذكر موقع النادى منذ فترة أنه
يتفاخر بتفوقه فى الاستحواذ فى 300 مباراة متتالية.. وهو ما رسخ فكرة معركة
الاستحواذ فى كرة القدم. ويتفوق برشلونة بمتوسط 69.6% ويليه بايرن ميونيخ
بمتوسط استحواذ 63.4% ولم يتقدم أى فريق آخر عن نسبة 58.9% فى الاستحواذ
على الكرة. وحتى فى نجاح التمريرات نجد برشلونة خلال السنوات الماضية
متفوقا بنسبة 89.7 % مقابل 87.4% لبايرن ميونيخ. فيما لم يتجاوز أى فريق
آخر نسبة 86.1% فى التمرير الناجح.
●● فتح روبن وريبيرى الملعب أمام دفاع برشلونة. وفى
الوقت نفسه كانا رائعين فى متابعة ظهيرى برشلونة ألفيس وألبا. فيما كان
بايرن منظما جدا عندما يفقد الكرة. خطوط دفاعه متقاربة. لا مسافات. ومساندة
مستمرة من كل لاعب لزميله. والهجوم المضاد مخطط ومحدد الملامح والاتجاهات.
والحصار شديد القوة والصرامة على ميسى.. هل لعب ميسى؟!
●● لم يكن الحكم موفقا ووقع فى أخطاء مفزعة فى مباراة
على هذا المستوى. فهناك هدف ثانٍ لبايرن من تسلل، وفاول من موللر ضد ألبا
كى يمر روبن ويسجل. وهناك ضربات جزاء لم تحتسب. لكن فى النهاية كان تفوق
بايرن ميونيخ واضحا على المستوى التكتيكى دفاعا وهجوما. أما تيتو فيلانوفا
مدرب برشلونة فقد دفع بدافيد فيا فى الدقيقة 82 وذلك متأخرا.. فكان مثل
قبطان تايتنيك، كأنه يرتب طاولات السطح ويصف المقاعد حولها بينما السفينة
تغرق.. كان تيتو فيلانوفا عاجزا إزاء الكابوس الذى يواجهه فى بافاريا..
وسؤال العالم الآن: هل انتهت دورة تفوق برشلونة فى ساحة كرة القدم كما
انتهت دورات فرق أخرى سابقة؟!