هذه الواقعة حدثت مع ابوتريكه فى ابوظبيبقلم - علاء إسماعيل
تقدم مراسل قناة تليفزيونية اميركية شهيرة من النجم المصري محمد
ابوتريكه خلال تواجده فى معرض ابوظبي الرياضي الدولي الثاني طالبآ رأيه فى
الفعاليات وسط حشد هائل من الزوار والرياضيين سواء من دولة الامارات او
الاجانب ، وهنا حدثت المفاجآة التى اذهلت الجميع ، فقد رفض ابوتريكة
الادلاء بتصريحات الى المراسل وقال له: اعتذر لكم ولن اتحدث الى جهة
اعلامية تسئ الى وطني وتقف منه موقف العداء ، وابتسم فى ادب جم ولطف شديد
وانصرف عن المراسل الذي اخذته الدهشة وحاول ان يوضح له ان هذا برنامج رياضي
وليس سياسي لكن نجمنا الغالي ابوتريكه كرر اعتذاره بهدوء وحسم رافضا
الظهور عبر هذه الشاشة تحديدا.
ولم يمانع ابوتريكة بل رحب بشدة باجراء حوار ، بعد تلك الواقعة بدقائق ،
مع قناة ابوظبي الرياضية واعرب عن ترحيبه بالتعامل مع تلك القناة العربية
ذات النهج الوطني الرائدة فى التغطية الرياضية ، هذا ماحدث فى ارض المعارض
ولفت اهتمام جميع الحضور وكان مثار اعجاب بالموقف الذي يعبر عن غيرة هذا
اللاعب على بلاده والرافض للاعلام الاميركي الذي يشتط فى الاساءة للشعوب
العربية ، وهذه الواقعة تؤكد ما ذكرته من قبل ان احتراف محمد ابوتريكه فى
نادي بني ياس سيكون تجربة مهمة لعودة الثقة فى قدرة اللاعب المصري على
الالتزام بنظم الاحتراف بعد تجارب لم تنجح كان اخرها محمد زيدان بنفس
النادي وشيكابالا بنادي الوصل.
ابوتريكه لم يذهب الى المعرض الرياضي الفريد فى شكله ومضمونه للتجول
واضاعة الوقت بل التزاما بدوره كواجهة دعائية للنادي المتعاقد معه ، وعلى
الرغم من سوء الحظ الذي لازمه باصابة ابعدته عدة اسابيع ، عاد ليسجل هدفا
فى الملعب واهداف كثيرة خارج الملعب من خلال مظهره المشرف وسلوكه الحضاري
وتعايشه مع تلك الدولة العزيزة وتجاوبه مع الجماهيرفى كل مكان يظهر فيه ،
واظن ان احتراف ابوتريكه فى دولة الامارات العربية ، ولو لمدة زمنية قد
لاتطول ، يحقق كثير من المكاسب لتعزيز العلاقات العميقة بين مصر والامارات ،
وفي ذلك المعرض شارك ابوتريكه فى ندوة بعنوان {اهمية اكتشاف الرياضيين
المميزين} وندوة اخرى بعنوان { المناسبات الرياضية والترويج للدولة} وطبقا
لبرنامج محدد بدقة تجول فى اجنحته وشارك فى ضرب كرة الجولف مع العديد من
اللاعبين من الاندية الاخرى ووقف على ابواب جناح نادي بني ياس لجذب
المشاهدين ، وقام خير قيام بدوره كلاعب محترف له مكانته فى مصر والعالم
العربي ، فى الترويج للنادي الذي يتعاقد معه دون اي اعتراض ، بل كان فى
افضل حالاته المعنوية .
ولكن الدعاية الحقيقية التى يقوم بها هذا النجم المختلف عن غيره ، هي
حبه وغيرته على وطنه وحرصه على احترام ذاته والاعتزاز ببلادة رغم كل ما
يعكر اجواءها وسيطرة فصيل على مقاليدها دون وجه حق ، ومن واجبنا الاشادة با
ابوتريكة النجم الغالي لما يقدمه من نموذج خارج الوطن وفي ظني انه سوف
يترك بصمة انسانية ورياضية لن يمحوها الزمن.