استعراض السيد الوزير
بقلم - ياسر أيوب
أؤكد مبدئياً أننى لست ضد أى تكريم أو مفاجأة لأى بطل أو فريق رياضى
يحقق انتصاراً أو إنجازاً حقيقياً لمصر.. وأقول ذلك بوضوح وصوت عال حتى لا
يسارع أحد ويتهمنى بغير ذلك، لأننى أعارض تماماً هذا الحفل الذى أقامه
العامرى فاروق، وزير الرياضة، مساء أمس الأول، لتكريم الاتحادات الرياضية
التى حققت إنجازا فى الفترة الماضية..
وأنا أود التوقف أمام هذه الفترة
الماضية بالتحديد.. فمن الذى حدد هذه الفترة الماضية، وعلى أى أساس تم
اختيار يوم الأحد الحادى والعشرين من إبريل 2013 لهذا التكريم.. فقد اعتدنا
هذه الحفلات فى نهاية أو بداية كل عام.. أو عقب انتصارات كبرى عالمياً
وأوليمبياً..
أما أن يكون التكريم بهذا الشكل ودون أى مبرر أو تفسير.. فهو الأمر
الذى يستحق التوقف والتأمل والتساؤل أيضا..
فهل بدأ العامرى فاروق يخشى أن
يستجيب النظام لمن يضغطون عليه لإبعاد العامرى وإهداء المقعد لأى أحد من
الجماعة أو الأهل والعشيرة.. فقرر العامرى أن يقوم بهذا الاستعراض، ويحشد
كل اللاعبين والفرق الذين حققوا انتصارات فى فترة وزارته، وكأنه من خلالهم
يوجه رسالة لأصحاب الأمر يناشدهم فيها عدم تغييره، ويؤكد لهم أنه وزير
ناجح.. كما أننى فوجئت بوزير الرياضة، أثناء هذا الاحتفال، يقف ويؤكد، بلا
أى مناسبة، أنه تولى الوزارة فى ظروف صعبة وفى مناخ لم يكن مهيئاً لأى
شىء.. ثم قال أيضا- وبلا أى مناسبة أيضا- إنه أوشك على الانتهاء من تجهيز
خطة الرياضة المصرية حتى عام 2020، ووضع بالفعل تصورات للنهوض بالرياضة
المصرية فى مختلف مجالاتها..
ولست أظن أن هذا كلام مفترض أن يقوله وزير رياضة قرر فجأة أن يحتفى
ويحتفل بانتصارات رياضية واللاعبين الذين حققوها.. إنما كان كلاماً أقرب
إلى رسالة معلنة.. فيها الكثير من الاعتزاز بالنفس.. وفيها أيضا الكثير من
الاستجداء.. وجهها العامرى فاروق لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس
الشورى وأى رئيس آخر فى يده أى قرار أو فرصة للبقاء.. وأنا لست بالمناسبة
ضد بقاء العامرى فاروق وزيرا للرياضة.. فقد لا يكون الأفضل لكنه بالتأكيد
ليس الأسوأ.. وله مزاياه وطموحاته وإنجازاته الحقيقية مثلما له حساباته
ومطامعه الخاصة التى كادت أكثر من مرة أن تفسد كل شىء..
لكننى أبقى ضد هذا الحفل أو الاستعراض الزائف الذى ليس له أى معنى أو
جدوى، وكان من الممكن الاكتفاء بلقاء هادئ فى الوزارة، يقوم فيه الوزير
بتكريم أى منتخب أو لاعب حقق انتصاراً وعقب هذا الانتصار، وليس بهذا الشكل
الجماعى الدعائى الفج.. كما أرفض أيضا أن تبقى السلطة المصرية طول الوقت،
رئاسة وحكومة ووزارة، تنسب لنفسها الفضل فى أى إنجاز رياضى أو حتى المشاركة
فى تحقيقه.. فالانتصارات الرياضية يجب أن تبقى ملكاً لأصحابها، سواء كان
اللاعبون الذين حققوها أو الاتحادات التى تدير هؤلاء اللاعبين أو اللجنة
الأوليمبية كأعلى سلطة رياضية فى مصر.. بعيدا عن توجيهات ورعاية سيادة
الرئيس أو دعم وإشراف معالى الوزير.