treika.com :: تريكاوي محدش قده ::
المشاركات : 1402 العمر : 16 تاريخ التسجيل : 06/10/2008 التقييم : 5 نقاط : 9424 ::: :
| موضوع: كرة القدم والقضاء والقدر 2013-02-16, 4:11 pm | |
| كرة القدم والقضاء والقدربقلم - ياسر أيوب بعدما غابت كرة القدم طويلاً عن المشهد المصرى.. كان من المفترض أن يعود الدورى ونحن جاهزون لاستقباله.. فأهل الكرة فى بلادنا قضوا شهورا طويلة، بكوا فيها واستبكوا وضغطوا وألحوا وعددوا الدموع والجروح والمآسى، بسبب توقف دورى الكرة ونشاطها.. وحين عاد الدورى تبين أن هؤلاء المسؤولين ليسوا على استعداد وليس لديهم أى تصور أو خطط واضحة المعالم.. لم يستغلوا فترة الصمت الكروى الطويلة من أجل ترتيب الأوضاع والملفات وكل الأمور الكروية المعلقة، على سبيل المثال، فوجئت بأحد مسؤولى اتحاد الكرة يعلن عن اجتماع قريب بمشيئة الله لبحث أزمة المؤتمرات الصحفية عقب المباريات، وهل رعايتها تخص اتحاد الكرة أم الأندية.
وقدم هذا المسؤول ثلاثة حلول للأزمة: إما إلغاء كل المؤتمرات الصحفية عقب مباريات الأندية التى لها رعاة تتعارض مصالحهم مع راعى اتحاد الكرة.. أو تنظيم مؤتمرين عقب كل مباراة.. أما الحل الثالث فهو إقامة المؤتمرات برعاية اتحاد الكرة، لأنه وحده صاحب الحق.. وبعيدا عن دهشتك واستغرابك من أن يعلن المسؤول أن تلك المؤتمرات من حق اتحاد الكرة وحده، ورغم ذلك يقدم حلولاً، منها إقامة مؤتمرين صحفيين أو إلغاء المؤتمرات أصلا.. فالاستغراب الأكبر هو لماذا نناقش ذلك الآن؟!.. وكأن هذا الدورى فاجأ مسؤولى اتحاد الكرة أو لم يحطهم أحد علما بأن هناك مؤتمرات صحفية تعقب المباريات.. ثم هناك الجدل الذى دار بشأن لائحة المسابقات التى تضمنت بندا يفيد بخصم نقاط من الأندية فى حالة اقتحام جماهيرها أى مدرجات أو ملعب.
ورفض اتحاد الكرة هذا البند وطلب تغييره لتصبح العقوبة غرامة مالية.. ولست هنا أناقش العقوبة الأنسب والأصلح.. وإنما أتوقف فقط أمام مسابقة بدأت بالفعل بعد انتظار طويل ولاتزال لائحتها عرضة للنقاش والتبديل والاختلاف.. تماما مثلما شهد اتحاد الكرة مؤخراً.. الإعلان عن إعادة هيكلة مناطق اتحاد الكرة إدارياً ومالياً.. وكأن إعادة الهيكلة كانت تستلزم عودة الدورى أولاً وبدء المباريات، ليبدأ اتحاد الكرة الالتفات إلى المناطق وإعادة ترتيب أوراقها.. وبالطبع،لاتزال هناك أمور أخرى معلقة رغم حساسيتها وضرورتها، مثل: البث التليفزيونى، وقواعد الرعاية، وتوزيع الحقوق، أو إصلاح التحكيم.
وليست هذه الفوضى والغفلة والإهمال والتراخى مقصورة على اتحاد الكرة فقط.. وإنما ستجد كل ذلك وأكثر لدى كل أنديتنا بلا استثناء.. لم يقرر ناد واحد استغلال هذه الراحة الإجبارية فى ترتيب البيت وإصلاحه بشكل جاد وحقيقى.. لم ينتبه مسؤولو هذه الأندية إلى أن هذا الصمت الكروى كان فرصة، لابد من استثمارها، لإعادة صياغة كل اللوائح والأفكار والقواعد والعلاقات والحسابات.. أى أن أهل كرة القدم فى بلادنا أثبتوا خلال الأسابيع والأشهر الماضية أنهم شديدو الإيمان بالقضاء والقدر.. فأن تتعطل الكرة ومسابقاتها أو تعود، هو قضاء وقدر ونصيب.. وليس مطلوباً منهم دائماً إلا الانتظار، فحين تعود الكرة سيلعبون.. وحين تتوقف سيصرخون.
|
|