كل منا له حلم له طموح له هدف يحيا من اجله ويحيا به
كل منا له قضيه تسيطر على تفكيره ويقضى معظم وقته داخلها
فما بين دفتى الخير والشر تدور امانينا واحلامنا .. وكلها احلام مشروعه
حتى الغير قانونيه او الشريره .. فهى حق لاصحابها لانها وان كانت صعبه التحقيق
الا انها تدل على بشريه صاحبها وانسانيته .. فالفرق بين الانسان والحيوان ..
قدرتنا على ان نحلم ونحلم ونحلم .. فما الذى نحلم به وما الذى نسعى لتحقيقه ..
ومشكله الاحلام انها لا يمكن ان تتحقق الا من خلال بيئه صالحه
تساعد الانسان على تحقيق حلمه .. فالبيئه هى احدى روافد صناعه الاحلام والاهداف ..
فالانسان فى مجتمع مادى تجد احلامه ماديه فى الاساس
وان كان ابن مجتمع بدائى فلن تجد احلامه خارجه عن توفير الطعام او الشراب
وهكذا كأن مصنع الاحلام لا بد له ان يمر على البيئه والمجتمع ..
كما ان الثقافه الفرديه او التحصيل الثقافى للفرد يعتبر ايضا احدى الروافد الاساسيه لتكوين الحلم
فحلم الملتزم دينيا غير حلم العلمانى وحلم الطفل غير حلم الرجل البالغ وحلم الانثى غير حلم الذكر
فالمستوى الثقافى والنظره للحياه دعامه اساسيه لتكوين ماهيه الحلم
لذلك من الممكن ان نحكم على تقدم المجتمعات وان نتوقع مستقبل الاجيال من خلال احلامهم وطموحاتهم
وعندما نرى مجتمع توقف عن الحلم نعلم ان الامر لا يخرج عن كارثه محققه تحيق بكل افراد هذا المجتمع كارثه من الصعب جدا الفوات منها
لان التوقف عن الحلم فى حق المجتمعات لا يكون وليد عام او اثنين بل لا بد له من وقت طويل جدا من اليأس والاحباط وعدم الامان وتكون النتيجه الحتميه لهذا اليأس والاحباط وعدم الامان
هى فقدان هذا الانسان انسانيته والقضاء التدريجى على كرامته وبالتالى التوقف عن الحلم والامل ..
فبدون امل وحلم .. لا انسان .. لا حياه .. لا مستقبل .. لا شىء مجرد كائنات تحيا وتموت ..
وان اردنا ان نحدد مقدمات هذا الوأد لانسانيه الانسان من خلال احداث تحدث داخل المجتمع والبيئه
ولنأخذ مثالا على مصرنا الحبيبـــه ..
من المعلوم بالضروره ان مصر تقع على بحريين ( الاحمر والمتوسط ) ويشقها نهر
من اعظم انهار العالم ( نهر النيل ) وبها اول ممر مائى صناعى فى العالم ( قناه السويس)
التى تربط بين الشرق والغرب.. كما ان مصر بها على اقل تقدير ثلث اثار العالم .. كما ان بها الكثير
من المعادن والمناجم وليست فضيحه جبل السكرى الملىء بالذهب عنا ببعيد ..
كما ان مصر بها رابع او خامس احتياطى الغاز الطبيعى فى العالم وهذا غير البترول واليورانيوم الموجود
فى سيناء او الصحراء الغربيه .. وكل تلك الكنوز لا تساوى شياءً بالنسبه لكنز مصر الاعظم والاكبر ..
الكنز المقهور المردوم تحت فساد مؤسسه الحكم وتحت الحكم البوليسى البغيض
هذا الكنز هو ( الانسان المصرى ) الذى وقف عبر العصور شامخا ابيا صابرا محتسبا
المهم حتى لا نخرج عن الموضوع انه على الرغم من كل هذا ما زال ثلثى الشعب يرضخ
تحت خط الفقر كما تفشت فينا الامراض والاوبئه فأكبر نسبه فشل كلوى فى العالم بالنسبه لعدد السكان فى مصر
سرطان الاطفال .. سرطان الثدى .. الفيروس الكبدى .. والكثير والكثير
هذا غير ثمانيه مليون عانس فوق الثلاثين من العمر .. المجتمع المدنى تم تدميره تماما
النقابات تحت الحراسه الجامعات تحت القبضه الامنيه المساجد اُممت المناهج غيرت لصالح اعدائنا ..
التليفزيون السينما الجرائد والمجلات كل وسائل الاعلام تصب فى صالح الغرب وقيمه الهدامه ..
نحكم بقانون فرنسى مشوه .. المعتقلات ملىء بالاشراف من كل الاتجاهات
القضايا الملفقه اصبحت الرادع لكل حر .. الفضائح الجنسيه والرشاوى اصبجت تطارد كل معارض وكل شريف ..
الانسان المصرى اصبح ارخص من الحيوانات فى ظل حكم حكومات ترى ان المواطن عبء على الدوله ..
وترى ان حق الانسان فى ان يحيا ويتزوج كحق طبيعى لكل مخلوقات الله ..
تراه حكوماتنا الرشيده من الترف المخل لشروط المعيشه ..
الرموز التارخيه تم هدمها ..
التاريخ نفسه تم تشويهه .. الفساد والفاحشه اصبحتا هما السمه الرئيسيه لكل اهل الصفوه ( كما يحلوا لهم ان نطلق عليهم ) ديننا مهان من ارذل الخلق ..
الراقصه والعاهره ومعاقر الخمر والشاذ اصبحو جميعا فقهاء فى الشرع الاسلامى وفتحت لهم المنابر ليقولوا ويتكلموا
هذا ما نعلمه وما خفى كان اعظم ..حسبى الله ونعم الوكيل ..
فى بلد كبلدنا وفى مجتمع كمجتمعنا هل يستطيع الانسان ان يحلم وان يحاول ان يحقق حلمه
اعتقد ان الحلم اصبح ترفا لا يقدر عليه عامه الشعب فالحقيقه انه لا وقت للحلم او الامل
كل الوقت فقط من اجل لقمه العيش المهينه لكل باحث عنها .. ولكنى على الرغم من سواد الصوره وحقيقه الحاضر
وعدم وضوح المستقبل الا انى ما زال عندى حلم لن اتنازل عنه ابدا
فكما قلت فى بدايه الموضوع ان الحلم ابن البيئه .. كذلك حلمى.. فانا احلم ان اعيش داخل بلدى بكرامه ..
حلمى ان اكون انساناُ
drawGradient()