محمد مختار :: تريكاوي نشيط ::
المشاركات : 88 تاريخ التسجيل : 03/06/2008 التقييم : 0 نقاط : 6016 ::: :
| موضوع: هيا نبذر البذور لنحصد في رمضان! 2008-08-03, 10:49 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
كانت النفوس المؤمنة ولا تزال معلقة بشهر رمضان المبارك.. ولم لا؟ وهو شهر القرآن وليلة القدر ونزول الوحي لبدء هذه الرسالة العظيمة.. ولا يكاد يغيب عن ذهن مسلم أو مسلمة فضل هذا الشهر الكريم المبارك .. فقد كان الصحابة ـ رضوان الله عليهم ــ يدعون الله أن يبلغهم رمضان قبله بستة أشهر.. ويدعون الله بعده ستة أشهر أن يتقبله الله منهم, وكأنهم يشعرون بصلتهم برمضان طيلة العام.. ورمضان يتطلب همة واستعدادا قبله لكي نتحصل على خيره..فها نحن نرى اليوم في واقعنا المعاصر..أن بعض الأسر تتهيأ بادخار جزء من دخولهم لقضاء مصالح قادمة ( كتزويج الأبناء أو لبناء مسكن وغير ذلك) .. كما نرى فرق كرة القدم بل أغلب الفرق الرياضية تتهيأ قبل بدأ الموسم الرياضي بعمل معسكرات تدريبية, واستكمال النقص في بعض مراكز الفريق, ونلحظ أن الفريق الذي استكمل صفوفه وأتم معسكره التمهيدي بشكل جيد, نراه أكثر الفرق تحقيقا للنتائج ( مع بدء الموسم ) وكلما كان الاستعداد جيدا كلما كان أداء الفريق في الموسم أكثر تميزا عن غيره من الفرق..هذا في شأن استعداد الناس لشئون دنياهم.. بينما فريق أخر يستعد لرمضان قبل بدء الشهر بشهور عديدة لتجهيز الأعمال الفنية التي ستعرض في رمضان على القنوات الأرضية والفضائية وحتى التي سيتم بثها إذاعيا.. وبغض النظر عن اتفاق الناس أو اختلافهم حول جدوى ومضمون جل هذه الأعمال ومدى مناسبتها للشهر الكريم, إلا أن الشاهد هنا أنهم ( يتجهزون للشهر ) قبل أن يبدأ استعدادا له! وبالعودة إلى الرياضة.. فإن كل رياضة تتطلب من الرياضيين إحماء (أو باللغة الدارجة تسخينا ) قبل البدء في الشروع الفعلي في الرياضة.. ومن يدخل الملعب بدون إحماء مناسب قبل اللعب فإنه يتعثر ولا يستطيع إكمال اللعب.. وقد يخرج مصابا! وفي رياضة الجري لمسافة طويلة ( نسبيا ) فإن المتسابق الفطن الخبير يتدرج في السرعة ولا يبدأ السباق بأقصى سرعته.. ولذلك نجد أن المتسابقين الذين يبدءون السباق وهم في المقدمة قد لا نجدهم في أخر السباق بين الفائزين ! وهكذا رمضان ( بصورة أسمى وأجل ) يتطلب استعدادا وإحماء وتدرجا قبله .. حتى إذا بدأ الشهر دخلناه ونحن على استعداد.. أما الذي لا يتجهز إلا في رمضان.. قد نجده في أول الشهر في أول الصفوف.. ثم نفتقده تماما أخر الشهر! إن الفلاح الماهر يبدأ قبل الزرع بحرث أرضه واستكمال تسميدها وإزالة الحشائش الضارة بها.. ثم يبدأ بعد ذلك برمي البذور في الأرض.. ثم يتولاها بالرعاية والري.. حتى إذا حان وقت الحصاد فإنه يتحصل على أفضل الثمار.. فهيا نحرث أرض نفوسنا.. وهيا بنا لتجهيزها بما يعينها على الطاعات.. وهيا نزيل ما علق بنفوسنا من كسل وفتور وتراخي وانشغال بالدنيا.. ثم نبذر البذور.. حتى إذا أتى ( شعبان ) تولينا أنفسنا بالعناية اللازمة والري..لعل الله أن يرزقنا إذا قدم رمضان أن نحصد الحصاد.. حصاد التقوى.. حصاد الورع.. حصاد البكاء من خشية الله..حصاد التفاعل مع القرآن.. حصاد البر وعمل الخير والإحسان للغير.. وكل حصاد الخير.. اللهم بلغنا رمضان. |
|