حان الوقت لمحاسبة سمير زاهر

بقلم/ يسرى فودة

الثلاثاء، 2 فبراير 2010 - 19:27

سأنتهى من كتابة هذه الكلمات قبل أن يطلق الحكم صفارته معلناً بداية المباراة
النهائية فى كأس الأمم الأفريقية بين مصر وغانا. لا داعى للانتظار فسواء فازت مصر،
كما نتمنى جميعاً وكما يتوقع العالم كله، أو لم تفز لسبب أو لآخر، فإننا نعتقد أن
هذه هى اللحظة المناسبة لمحاسبة الذين أخطأوا منا فى حق مصر، وفى حق الشعب المصرى،
وفى حق جيل من اللاعبين الموهوبين المخلصين يقودهم جهاز أثبت بالدليل القاطع كفاءته
فى الإدارة والانضباط.

لكننا ونحن نقف الآن أمام شريط طويل من الأحداث،
بعضها بالألوان الطبيعية الزاهية وبعضها بالأبيض والأسود وبعضها الآخر بالأسود
والأسود، نجد أن من واجبنا أمام أنفسنا وأمام الآخرين أن نقول «شكراً» لكل من اجتهد
عن نية خالصة سواء أخطأ أو أصاب، وأن نبحث معه لماذا أخطأ ولماذا أصاب، وأن نقول
«لماذا؟» لمن لم يجتهد سواء عن نية خالصة أو عن غيرها، وأن نبحث معه كيف استحل ذلك
لنفسه، ثم نقول «تباً» لمن اجتهد عن نية غير خالصة أو عن جهل، فأصابنا وأصاب
مصالحنا، وأن نبحث معه بنداً واحداً لا غير: من أى باب سيخرج.

ستندرج أسماء
مختلفة تحت قسم أو آخر من الأقسام الثلاثة المشار إليها، بدءًا باللاعبين أنفسهم،
مروراً بالجهازين الفنى والإدارى، وصولاً إلى المنظومة الإعلامية، عروجاً على أعمدة
الدولة وقطاعاتها المعنية، انتهاءً بالحزب الوطنى وأبناء الرئيس والرئيس نفسه. لكن
من بين تلك الأسماء كلها لا نجد أمامنا أكثر بروزاً من اسم السيد سمير زاهر رئيس
اتحاد كرة القدم. باستعراض ما وقع من أحداث على مدى الشهور القليلة الماضية ربما
تصل، كما وصلت أنا، إلى قناعة بأن هذا الرجل كلما فتح فمه انحرفت الأمور، وكلما
أغلقه اعتدلت.

وباستعراض ما قام به وما لم يقم، وما قال به، وما لم يقل،
تبرز أمامنا من بين أخطاء كثيرة ثلاثة أخطاء فادحة. فأولاً، رغم الشحن الإعلامى
والشعبى الذى سبق مباراة القاهرة يوم 14 نوفمبر اختار السيد زاهر أن يكون فى واد
والعالم كله فى واد آخر عندما أنكر تعرض حافلة الفريق الجزائرى لهجوم بالطوب حتى
قبل القيام بأى نوع من التحقيق. وقد كان ذلك فى رأينا نقطة التحول الحقيقية وراء
اشتعال النفوس لأنك ببساطة تتهم الجزائريين، وهم صحراويون يتميزون بالدم الحامى،
بأنهم ممثلون كذابون أفاقون.

وبهذا وضع سيادته أساس النغمة التى عزف عليها معظم
الإعلام المصرى فزاد الطين بلة، مثلما وضع سيادته أساس النغمة لأعمدة الدولة
وقطاعاتها المعنية فى الخطأ الفادح الثانى عندما افترض أن السودان ستكون مصرية أكثر
من مصر فلم يتحرك أحد. ثم حاول أن يضع سيادته أساس النغمة بعد ذلك للعالم كله
بإعلانه عن نيته تلطيخ علم الفيفا بالدم أثناء مؤتمر صحفى «عالمى» فى القاهرة. ورغم
أن وزارة الخارجية أفاقت أخيراً وحرمته من تلك السخافة فإن الرجل يبقى فى أفضل
تقييم عند هذا المستوى من الإدراك.

أسمع كثيراً عن فساد مالى يرتبط باسمه
ولا أدعى علماً به وأترك لغيرى فتح ملفاته، لكن هذه الأخطاء الثلاثة الفادحة التى
انتخبناها من بين أخطاء أخرى كثيرة ظاهرة للعيان تكفى لأن نبحث معه الآن بنداً
واحداً لا غير: من أى باب سيخرج.